في الذكرى الثامنة لوفاته، كلمة وفاء لمربّي الأجيال الاستاذ عدنان منذر
مع التغيير الذي نشهده اليوم في دور وهوية التّعليم على مستوى التّماسك الاجتماعي والولاء الوطني والاندماج الاجتماعي، ومع استمرار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالقطاع التربوي ولاسيما الرسمي منه وتلقي بوزرها على جودة التعليم ورسالته،
نفتقد اليوم قامة تربوية ورسولاً للمحبة، ونستذكر زمناً كان فيه الأستاذ عدنان منذر مربّياً وموجّهاً وراعياً صالحاً.
استهلّ الأستاذ منذر عمله التربوي كمدرس لمادة العلوم في مدرسة بعقلين الرسمية لمدة اربع سنوات، واستلم من بعدها إدارة هذه المدرسة واستمرّ في مركز المدير لأربعين عاما. ومع بلوغه السن القانونية في العام 0102، انصرف الى العمل الاجتماعي رافضاً التقاعد من الخدمة العامة حتى وافته المنية عام 6102.
وفي ذكرى وفاته كلمة وفاء ورثاء بقلم أحد تلاميذه العميد المتقاعد بسام ذبيان:
“استاذي ومعلمي عدنان،
ليس من السهل فراق من نحب ولكن هي الاقدار وحدها تكتب لنا ما تشاء …. أتذكرك اليوم والذكرى هي شكل من اشكال اللقاء. وفي هذا اللقاء ليس أمامنا سوى الصبر على غيابك…
قلب طيّب توقّف بعد أن رعى القلوب والأفئدة المحتاجة اليه، وقد وفّى وكفَّى بطيبته وأخلاقه لعقود من الزمن.
استاذي لقد عملت مع أجيال متعاقبة دون أن تترك خدشاً في قلب قريب أو صديق.
أنت غائب عنا لكنك لم ولن ترحل. بذورك الخيّرة التي غرستها في ضمير وعقل وقلب كل تلميذ ها هي اليوم تمتد على مساحة الوطن إلى ان بلغت أطراف القارة الاسترالية والاميركية والأوروبية وتحديدا أتكلم عن عشرة تلاميذ من عائلة واحدة كنت لهم منارة … تلاميذ خاضوا صعاب الحياة بحلاوتها ومرارتها واستطاعوا ان يبحروا في محيط الحياة الشاسع بأمان … شكرا لك ولرفيقة دربك حياة ولأبنائك باسل وعمر.
أقول لك وبحزن عميق بأننا نعيش في وطن غير الوطن الذي كنت تتمناه لنا ولأبنائك … وطن ضائع فاقد الهوية عكس الوطن الذي أخبرتنا عنه.
وداعا للأستاذ والمعلم والفاضل، وداعاً للنزاهة والصبر والتواضع والكفاءة والعطاء في زمن انتحار القيم وغياب المبادئ، وداعاً للأدب والخلق العالي والأصالة في هذا الزمن الرديء.
مهما كتبنا من كلمات رثاء وسطرنا من حروف حزينة باكية لن نوفيك حقك لما قدمته من علم ووقت وجهد وتفانٍ في سبيل تربية وتعليم أبنائك الطلاب والطالبات.
فقد علمتنا الأخلاق والقيم الفاضلة وغرست فينا حب العلم والمعرفة ونمّيت في اعماقنا قيم المحبة والخير والانتماء.”